Friday 29 August 2014

ريشة لا تموت .. ناجى العلى


نعم كان ثمة رجل يُدعى ( ناجى العلى ) ، نحيلًا كالأيام السعيدة ، أبيض الشعـر كعجوز فى الثمانين ، يحملُ قلبًا لم يتلوّث أبدًا بغبـار الزمن ، تلازمه ابتسامة تحمل كل معانى الحزن والعظمة معًا .. 

نعم كان ثمة رجل يُدعى ( ناجى العلى ) .. كان قلمًا بارزًا ساطعًا وسط مئات الأقلام المُخزية .. كان ريشةً صلبة فى مواجهة مَمْحاة العالم القاسية .. كان رجلًا وسط الآلاف من أشباه الرجال ..

نعم كان ثمة رجل يُدعى ( ناجى العلى ) علّم العالم أن القلم قد يكون أخطـر من آلاف الرصاصات ، وأن الكلمة تُخيف حتى أعتى الجيوش وتزلزل أقـوى الحصـون ..

نعم كان ثمة رجل يُدعى ( ناجى العلى ) كشف لنا كم كنا أنصافًا ، كم كنا مُدّعين .. كان مرآتنا أمام أرواحنا ، كشف لنا زيفها وأظهر لنا حقيقتنا المُخزية ..

نعم كان ثمة رجل يُدعى ( ناجى العلى ) ، وكان له طفل يسمى ( حنظلة ) .. ظهره لنا ..يداه مقيّدتان .. يُراقب .. ينتظـر الخلاص .. يرسم خزينا وعارنا ..

نعم كان ثمة رجل يُدعى ( ناجى العلى ) .. لم يتعلّم المهادنة يومًا ، ولم يكن خبيرًا دبلوماسيًا ، وكان كل ما يفهمه هو أن " الصراع هو أن نصلب قاماتنا كالرماح ولا نتعب " ، وأن " الطريق إلى فلسطين ليست بالقريبة ، ولا بالبعيدة ، إنها بمسافة الثـورة "

نعم كان ثمة رجل يُدعى ( ناجى العلى ) ، وإلى روحه الطاهـرة السلام والتحية ..

الذكرى السابعة والعشرون لاستشهاد ( ناجى العلى ) ..

1 comment: